المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2025

فوق السماء وتحت النجوم

صورة
بعيدًا عن صخب المدينة وهَرْسِها المستمرِّ للإنسان المعاصر، وفي ليلةٍ من ليالي الشتاءِ الباردة، والسماء فوقنا تزيِّنُها النجوم والكواكب المضيئة، كانت السماء واضحةً جَلِيَّةً بعيدًا عن التلوُّث الضوئيِّ الذي يحجب زينتَها عنَّا في الأيام العادية، تحلَّقنا هناك حول الشيخ، وقد صلَّينا منذ قليل صلاةَ المغرب، وجلسنا معه قبلها ساعاتٍ أُخَر يُحدِّثنا ونحدِّثُه، بعيدين عن هواتفنا وكل ما يسرق صفو أذهاننا. وفي خضمّ هذا المشهد الهادئ، وبينما نتأمَّل السماء بكل ما فيها من جمال ووضاءة، انتقلت أحاديثنا شيئًا فشيئًا إلى التفكُّر في خلق الله والعوالم التي نراها والتي لا نراها. فلما رأينا السماء بذلك الموقف الجميل حارت عقولنا لخلق الله سبحانه وتعالى، فانتهز شيخنا الحصيف الفرصة، وأخذ يبحر بنا في عجائب هذه السماء تفكُّرًا وتأمُّلًا، ثم حلَّق بنا ليتأمَّل معنا عجائب العوالم التي نراها والتي لا نراها من خلق الله، وعن عجائب نفوسنا التي بين جنبينا: كيف تتغيَّر وتتقلَّب؛ فتسمو أحيانًا إلى أعلى المراتب، وتسفل أحيانًا أخرى إلى أسفل السافلين. حدَّثنا عن الملائكة الذين لم نرَهم، وعن عجائب خلق الله فيهم، وعن رسول ال...