العزلة وهوس الإنجاز
مرت أيام -لا أحصي عددها- منذ نويت أن أكتب ما سأكتبه الآن، المشاغل كثيرة والصوارف عديدة والنفس بطبعها تحب الركون والتفريط في كل شيء ما لم تلزم به. وفرق بين العزم والمباشرة وبين النية المؤجلة، ودائما في التعويل على الغد مسكن يريح الضمير ويعفيه. هذا التأخر والتعويق دفعني للتوقف عن الكتابة بعدما شرعت بها وكتبت البسملة، لكن هذه المرة لم أتوقف لصارف عابث، بل كان السبب أن ذهبت وضممت الكتابة لخطة العام لألزم بها نفسي وألا أتأخر في ممارسة تساهم في تطوري وتقدمي ومعرفتي لنفسي التي بين جنبي. وعلى هذا فها أنا أعدكم علناً -لئلا أتخلف- أن أنشر في كل شهر مقالة على أقل تقدير وكحد أدنى لا يتنازل عنه ولا يقبل المساومة مع نفسي الأمارة بالسوء -هذبها الله-. سامح الله الطنطاوي وغفر الله له. على الرغم من أنني جئت لأكتب بعد تأجيل طويل إلا أني ضيعت القارئ الكريم عن العنوان وأحسب أنه يقول في نفسه بعد المقدمة الآنفة أين حديث العزلة المدعى؟ وأنا استبق سؤاله وأجيب: اسأل الأديب الفقيه الذي طبعنا على طبعه من الاستطراد والتحليق، فمن شغفي بكتبه؛ ورثته. ع...