المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2024

إطلالة على رحلة المسيري الفكرية

صورة
أقر بأنني أشعر بنشوة الإنجاز بعد إتمامي الكتاب، ولكني في نفس الوقت حزين على فراقه، لأن الكتاب أخذني معه برحلته الطويلة، حتى أن الكتاب سافر معي وعاش معي أيامًا كثيرة، فصار له في قلبي مكانًا. بدأت به منذ أكثر من سنة ونصفٍ في مكتبة مازارين في باريس، القريبة من جسر الفنون على نهر السين، وها أنا اليوم أُختم آخر صفحاته في مسجد رفيديا القديم في نابلس الفلسطينية. وربما الأمر تجاوز مجرد حب الكتاب، بل امتد إلى الكاتب، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى. أعتقد أنني فهمت شخصيته، عرفت مفضلاته، حتى أسلوبه صرت أتخيله وأشعر بأني أعرفه، وكذلك نكاته وأسلوبه الطريف، لاسيما أنني استمعت قبل الكتاب إلى سلسلته منهجية التعامل مع الفكر الغربي، وهي مدخل ممتاز ومهيئ إلى الكتاب. حجم الرحلة كبير، وحجم الصفحات كبير وعددها كثير، وما مرّ به الكاتب من أفكار شيء أوسع من أن يُحصر أو يُحد، بل إنه أتى بكل ما ألفه ووضع خلاصاته هنا، ومجموع ما استفدته واسع كذلك، لكنني سأمر فيما يلي على بعض الأفكار والنقاط التي لامستني واستفدت منها: مقدار التلاقي الإنساني ما بين ما هو واقعي وشخصي وبين ما هو فكري ومعرفي، وكيف أن الأول يؤثر في...