طالب العلم في زمن الابتلاء
هل حدث معك أن جلست لأيام أمام قنوات الأخبار بسبب فاجعة حدثت مع إخوانك؟ هل جربت أن تمضي عليك الأيام بلا تزود علمي أو إيماني ودون عطاء للآخرين من أهل وأصدقاء وطلاب؟ هل جربت ذلك الشعور وكأنك أسير للماجريات وأحزانها؟ مع شدة ضراوة الحرب وارتفاع أعداد الشهداء، والمشاهد الصعبة التي نراها، يحدث هذا كثيراً وقد يكون ذلك سبباً للقعود عن الطلب والعطاء على صعيد المجالات العلمية والعملية الحياتية وعلى الصعيد الإيماني والتزكوي، وذكرنا في مقال الشهر الماضي قولهم: "هنيئاً لمن لم تعطله الأحزان عن السعي"، ولعمري أنه مقام كبير يعز على أغلب الناس، فأحببت في هذا الشهر أن أخذ القارئ الكريم جولة في أفياء العلماء وحالهم في أزمنة البلاء والفتنة والمحنة، وسأعرض لذلك بنموذجين أشتف منهما معالم حال طالب العلم في أزمنة الابتلاء. بداية فلابد لنا أن نوسع مقامات الابتلاء، فقد يكون البلاء فردياً كالسجن والمرض والفقد والفتنة في المال والنفس والعرض، وقد يكون عاماً كالحرب والوباء والاستضعاف والظلم والفتنة العامة. فبعض الناس لا يطرق ذهنه حين الحديث عن الابتلاءات إلا الحروب، والمفهوم أوسع من ذلك، وكلها ابتلاءات ق...