الحرية بين ثنايا الألم: بنان الطنطاوي وفتح سوريا
هذا المقال هو مراجعة لكتاب "كلمات صغيرة" للشهيدة -بإذن الله- بنان الطنطاوي "أما التفاؤل، فكيف لا أكون متفائلةً ونورُ الله يعمرُ قلبي، ويضيء عيني ودرْبي، وأنا أُحسُّ وأوقن - مهما ضاقت الدنيا، واشتدَّت الظروف، وازدادت الخطوب - أنَّ الله معنا، يسمعُنا ويرانا، ويعلم ما في قلوبنا، وأنَّ الحقَّ الذي نؤمن به، ونجاهد من أجله، لا بدَّ أن يكون له النصرُ على الباطل، مهما طال الأمد أو تأخر الفرج. وإننا سنفوزُ - إن صَدَقْنا وصبرْنا - بإحدى الحُسنَيين: النصر أو الجنة." بهذه الكلمات المتفائلة، كانت تعيش بنان الطنطاوي رحمها الله وتقبلها. لم تكن هذه الروح المتفائلة مجرد كلمات تُقال أو شعارات تُرفع، بل كانت حقيقة راسخة تعيشها بنان، تفيض في مواقفها وسلوكها وكلماتها. كان التفاؤل والأمل جزءً لا يتجزأ من شخصيتها التي جمعت بين القوة والرقة، وبين العزم والإيمان. أين أنت الآن يا بنان؟ هل تبصرين الآن ما حل بسوريا؟ هل تنظرين إلينا من عليائك وترين الناس يتنشقون الحرية، ويذوقون طعم الكرامة التي طالما ناضلوا من أجلها؟ هل فرحتِ بهلاك الطغاة الذين أذاقوا الناس الظلم والقهر؟ هل رأيت فلول النظام ا...